سفارة الجزائر بأبوظبي تحيي الذكرى 63 لعيد النصر 19 مارس 1962

كلمة السفير بمناسبةإحياء الذكرى 63 لعيد النصر 19 مارس 1962
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والأخوة الزملاء وأبناء الجالية الجزائرية بالإمارات العربية المتحدة
نلتقي اليوم لإحياء مناسبة عزيزة وغالية على الشعب الجزائري صغيره وكبيره ألا وهي مناسبة عيد النصر المجيد المخلد للذكرى 63 ليوم 19 مارس 1962.
وفي هذا المقام، حري بنا هنا تذكير الجمع الكريم أن 18 مارس 1962 كان موعدا ضربه المفاوض الجزائري الشرس للتوقيع على إتفاقية إيفيان التي توجت الكفاح المرير الذي خاضته الأجيال الجزائرية المتعاقبة على مدى 132 سنة لكسر أغلال الإستعمار والتخلص من ربق العبودية والإستغلال والقهر دافعا في ذلك الملايين من الشهداء والمصابين .
السيدات والسادة
وبقدر ما كانت ثورة أول نوفمبر 1954 مريرة وشاقة، فقد كانت المفاوضات السرية والعلنية التي أجراها وفد جبهة التحرير بإسم الحكومة المؤقتة مع ممثلي المستعمر الفرنسي طيلة أربعة سنوات بمدينة إفييان السوسرية، كانت أيضا شاقة ومريرة أظهر فيها الوفد الجزائري إرادة صلبة لا تلين في الدفاع عن مصالح الثورة العليا المتمثلة في الإستقلال وإسترجاع السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة على كافة ربوع البلاد متحديا الإبتزاز و كل أشكال الترهيب التي مورست على أعضاء الوفد المفاوض للحصول علـى مكاسب ترضي ديغول وأنصار الجزائـر الفرنسية .
لكن المفاوض الجزائـري ظل صامدا متمسكا بمطلب إستقلال الجزائر التام ولا شيء سوى الإستقلال التام وأرغم المفاوض الفرنسي ومن ورائه ديغول على التوقيع على إتفاقية إيفيان مع ممثلي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والإعلان عن وقف إطلاق النار على كافة ربوع البلاد وإجراء إستفتاء لتقرير المصير يوم الفاتح جويلية 1962وكانت نتائجه ساحقة ماحقة وتم إعلان إستقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962 في أجواء البهجة والأفراح التي عمت ربوع الجزائر ودول العالم المحبين للسلام وكان ذلك اليوم المشهود هو نفس اليوم الذي طالت فيه أقدام الأوباش الفرنسيين أرض الجزائر الطاهرة قبل 132 سنة خلت.
السيدات والسادة
إن هذا التاريخ الرمز الذي حدث أيضا في شهر مارس شهر الشهداء لم يكن نصرا على قوة النار والحديد والطغيان بل كان أيضا نصرا مؤزرا على سياسة سلب الهوية ومسخ الشخصية وطمس حضارة وثقافة الشعب الجزائري الذي إستمد من ذلك النصر والتضحيات الهائلة التي دفعها لأجله، القوة والعزيمة لمجابهة الدمار والخراب الذي طال كل مناحي الحياة وسيبقى هذا الدمار والخراب شاهدا على ما أقترفته جرائم فرنسا الإستعمارية التي لن يطالها النسيان ولن تسقط بالتقادم.
في المقابل، سيبقى هذا التاريخ الرمز مبعث فخر وإعتزاز لكل الأجيال الجزائرية المتعاقبة ومصدر إلهام لهم لبناء "بلدهم بنفس الروح والعزيمة وبذات المبادئ والقيم، التي ناضل من أجلها الشهداء والمجاهدين لا يساومون بها ولا يتاجرون على حسابها، تحدوهم إرادة البناء والإعمار وإرساء أسس الدولة الحديثة القوية "
تحيا الجزائر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء
كلمة سعادة السفير
معرض الصور حول أبرز المحطات التاريخية للثورة الجزائرية
مشاهدة فيلم "الجزائر، وحدات الأسلحة الخاصة"